قصة إمرأة
حكى لي صديقي قصة حين سمعتها ولج قلبي
من مكانه وطار لها عقلي حين سمعتها
أنه كانت له جارة أية من أيات الله في الجمال
والرقة والأدب والحشمة 0
لها أب ليس له غيرها في الحياة ولها زوج إختاره لها والدها
ظنا منه أنه من أخير الناس وأنبلهم
وليحافظ على ما سيترك لإبنته من مال
بعد وفاته0 وبعد عدة شهور توفي الأب فذهبت للعزاء به(على لسان صديقي)
و بعدها بأيام إضطررت إلى الرحيل إلى مكان أخر بسبب
عملي وطوت الأيام والسنون بعضها إلى أن جاء يوم كنت فيه مارا
في أحد الازقة الموصلة إلى بيتي الذي أرتحلت أليه00
حينها رأيت ذلك المنظر الذي تشيب له الولدان
وطار لبي وسقط قلبي وغشيت عيناي وأبت أن تصدق ما ترى
إنها هي تلك الجارة الكريمة الخصال الجميلة المحيا
قد إستحال خلقها تستر جسدها أو ما بقي منه
بأسمال بالية تمد يدها للرائح والدان
فهالني عظم ما رأيت وأسرعت إليها وحين رأتني ولم
تعرفني طاولت يدها ظنا منها أني أت لها بعظاء كبير
وحين إقتربت منها عرفتني فأدارت وجهها وأطرقت إلى الأرض
فوقفت برهة وكأن الكلام غص في حلقي
ثم إستجمعت قواي وطلبت إليها مرافقتي إلى المنزل
فأبت أن تصدني أستحياء لهول ما رأيت من أمرها
ومشت خلفي حتى وصلنا إلى المنزل دونما كلام
وكانت حينها تعيش معي والدتي 0
فدخلنا المنزل ولحظة دخولنا رأيت على وجه امي
نظرة التعجب فجلسنا وقلت لأمي هذي هي جارتنا بنت فلان
فأطرقت الفتاة ودمعت عينا أمي لما رأت من تقلبات الدهر وقسوته
وبعد أن أكلنا0
طلبت من الفتاة أن تقص علي قصتها
وبعينين باكيتين قالت :أنه بعدما رحم الله والدهاوترك لها كل ما
كانت تملك يمينه أخذ زوجها مظهر الحمل الوديع
وأخذ يستنفذ مالها بالحيلة ثم ما لبث أن تحول إلى ذئب
فأخذيضربها كلما إحتاج إلى مال ومرت هكذا الأيام والأشهر عليها
حتى ولدت طفلة بديعة التكوين وحينها كان زوجها قد إستنفذ كل مالها
فأخذ حينها مأخذا أخر وبدأ محاولاته تشغيلها في البغاء
عبثا كان يحاول فأخذ يذيقها من العذاب كل الالوان
ومن التجويع كل السبل حتى خارت قواها وخافت على طفلتها الموت
فتركت زوجها وهربت منه
لكنهاما عرفت انها هربت من ناب 1ئب إلى فكوك ضباع
ومن ظلم رجل إلى ظلم كل الرجال فماتت طفلتها بعيد أيام من هربها من الجوع والبرد
وهامت المرأة المسكينة على وجهها تتسول الرغيف
وتفترش الأرض مناما والسماء غطاءا
وهنا حل المساء فأخذتها والدتي إلى الغرفة الأخرى
وألبستها ثيابا جديدة وودعتها لتنام
وفي الصباع التالي إستيقظت على صراخ والدتي
فأسرعت إليها فإذ بالمسكينة قد أودعت روحا السماء
وفاضت إلى علياء الرحمن
فبكيتها وبكتها أمي ثم دفنتها وها هي ذي القصة كلها
فرفقا أيها الرجال رفقا بالقوارير