1 ألرَأيُ قَبلَ شَجاعَةِ الشُجعانِ هُوَ أَوَّلٌ وَهِيَ المَحَلُّ الثاني
2 فَإِذا هُما اِجتَمَعا لِنَفسٍ مِرَّةٍ بَلَغَت مِنَ العَلياءِ كُلَّ مَكانِ
3 وَلَرُبَّما طَعَنَ الفَتى أَقرانَهُ بِالرَأيِ قَبلَ تَطاعُنِ الأَقرانِ
4 لَولا العُقولُ لَكانَ أَدنى ضَيغَمٍ أَدنى إِلى شَرَفٍ مِنَ الإِنسانِ
5 وَلَما تَفاضَلَتِ النُفوسُ وَدَبَّرَت أَيدي الكُماةِ عَوالِيَ المُرّانِ
6 لَولا سَمِيُّ سُيوفِهِ وَمَضاؤُهُ لَمّا سُلِلنَ لَكُنَّ كَالأَجفانِ
7 خاضَ الحِمامَ بِهِنَّ حَتّى ما دُرى أَمِنِ اِحتِقارٍ ذاكَ أَم نِسيانِ
8 وَسَعى فَقَصَّرَ عَن مَداهُ في العُلى أَهلُ الزَمانِ وَأَهلُ كُلِّ زَمانِ
9 تَخِذوا المَجالِسَ في البُيوتِ وَعِندَهُ أَنَّ السُروجَ مَجالِسُ الفِتيانِ
10 وَتَوَهَّموا اللَعِبَ الوَغى وَالطَعنُ في ال هَيجاءِ غَيرُ الطَعنِ في المَيدانِ
11 قادَ الجِيادَ إِلى الطِعانِ وَلَم يَقُد إِلّا إِلى العاداتِ وَالأَوطانِ
12 كُلُّ اِبنِ سابِقَةٍ يُغيرُ بِحُسنِهِ في قَلبِ صاحِبِهِ عَلى الأَحزانِ
13 إِن خُلِّيَت رُبِطَت بِآدابِ الوَغى فَدُعاؤُها يُغني عَنِ الأَرسانِ
14 في جَحفَلٍ سَتَرَ العُيونَ غُبارُهُ فَكَأَنَّما يُبصِرنَ بِالآذانِ
15 يَرمي بِها البَلَدَ البَعيدَ مُظَفَّرٌ كُلُّ البَعيدِ لَهُ قَريبٌ دانِ
16 فَكَأَنَّ أَرجُلَها بِتُربَةِ مَنبِجٍ يَطرَحنَ أَيدِيَها بِحِصنِ الرانِ
17 حَتّى عَبَرنَ بِأَرسَناسَ سَوابِحاً يَنشُرنَ فيهِ عَمائِمَ الفُرسانِ
18 يَقمُصنَ في مِثلِ المُدى مِن بارِدٍ يَذَرُ الفُحولَ وَهُنَّ كَالخِصيانِ
19 وَالماءُ بَينَ عَجاجَتَينِ مُخَلِّصٌ تَتَفَرَّقانِ بِهِ وَتَلتَقِيانِ
20 رَكَضَ الأَميرُ وَكَاللُجَينِ حَبابُهُ وَثَنى الأَعِنَّةَ وَهوَ كَالعِقيانِ
21 فَتَلَ الحِبالَ مِنَ الغَدائِرِ فَوقَهُ وَبَنى السَفينَ لَهُ مِنَ الصُلبانِ
22 وَحَشاهُ عادِيَةً بِغَيرِ قَوائِمٍ عُقمَ البُطونِ حَوالِكَ الأَلوانِ
23 تَأتي بِما سَبَتِ الخُيولُ كَأَنَّها تَحتَ الحِسانِ مَرابِضُ الغِزلانِ
24 بَحرٌ تَعَوَّدَ أَن يُذِمَّ لِأَهلِهِ مِن دَهرِهِ وَطَوارِقِ الحَدَثانِ
25 فَتَرَكتَهُ وَإِذا أَذَمَّ مِنَ الوَرى راعاكَ وَاِستَثنى بَني حَمدانِ
26 المُخفِرينَ بِكُلِّ أَبيَضَ صارِمٍ ذِمَمَ الدُروعِ عَلى ذَوي التيجانِ
27 مُتَصَعلِكينَ عَلى كَثافَةِ مُلكِهِم مُتَواضِعينَ عَلى عَظيمِ الشانِ
28 يَتَقَيَّلونَ ظِلالَ كُلِّ مُطَهَّمٍ أَجَلِ الظَليمِ وَرِبقَةِ السَرحانِ
29 خَضَعَت لِمُنصُلِكَ المَناصِلُ عَنوَةً وَأَذَلَّ دينُكَ سائِرَ الأَديانِ
30 وَعَلى الدُروبِ وَفي الرُجوعِ غَضاضَةٌ وَالسَيرُ مُمتَنِعٌ مِنَ الإِمكانِ